اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46
فأسأله،
فإن كان ابني في الجنة لم أبك عليه، وإن كان ابني في النار بكيته لعمر الله
فأعولته!)
فلما
قدم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من بدر جاءت إلى رسول الله
فقالت: يا رسول الله، قد عرفت موقع حارثة من قلبي، فأردت أن أبكي عليه فقلت: لا
أفعل حتى أسأل رسول الله، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإن كان في النار بكيته
فأعولته. فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (هبلت، أجنة واحدة؟ إنها جنان كثيرة، والذي نفسي
بيده إنه لفي الفردوس الأعلى)، فقالت: (فلا أبكي عليه أبدا!)
حينها دعا
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بإناء من ماء فغمس يده فيه ومضمض فاه، ثم
ناول أم حارثة فشربت، ثم ناولت ابنتها فشربت، ثم أمرهما فنضحتا في جيوبهما، ففعلتا
فرجعتا من عند النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وما بالمدينة امرأتان أقر أعينا منهما ولا أسر[1].وهكذا
سار في طريق الشهادة سعد بن خيثمة الخزرجي[2]،
أحد النقباء الاثني عشر الذين كفلوا قومهم في بيعة العقبة، وقد روي أنه استهم مع
أبيه خيثمة أيهما يشارك في الغزوة، فخرج سهمه، وكان شاباً، فقال له أبوه: آثرني
اليوم ـ أي: اسمح لي بأن أخرج إلى بدر بدلاً منك ـ فقال له سعد: (يا أبت، لو كان
غير الجنة لفعلت)، وسار سعد مزهوا فرحا باختيار الله له بأن يكون من شهداء هذه
الغزوة.
ومن
شهداء هذه الغزوة عمير بن أبي وقاص الزهري[3]، ذلك الذي رده رسول
الله a،