responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 221

2. المواجهة التأويلية:

لقد كان لذلك الموقف الذي وقفه الخلفاء الأوائل في الاستهانة بتعيين الولاة والعمال آثارها السلبية الخطيرة على المجتمع الإسلامي، ذلك أن أكثرهم لم يكن من السابقين الأولين الذين تمثلوا الإسلام، وضحوا في سبيله، وطالت صحبتهم لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وتمثلت فيهم الصحبة الحقيقية له، وإنما كان أكثرهم من جنس معاوية والمغيرة وغيرهما.

وقد استطاع هؤلاء أن يؤسسوا لانحرافات كثيرة طال أمدها، حولت من دين المستضعفين والبسطاء والعدالة الاجتماعية إلى دين أقرب إلى الكسروية والقيصرية والرأسمالية البشعة.

ولذلك نهضت تؤدي واجبك في المعركة التأويلية بعد أن أديت واجبك في المعركة التنزيلية.. وقد استعملت كل الوسائل المتاحة لذلك..

وكان الأصل في الأمة أن تسير خلفك، ذلك أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم اعتبرك مفرقا بين المحقين والمبطلين، وبين الفئة الباغية والفئة الشرعية.. لكنهم لم يفعلوا، وتوهموا أن تلك المقولات مجرد مديح فارغ مثل مدائح الشعراء للملوك، ولم يعلموا أنها حقائق مطلقة، وأن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لا ينطق عن الهوى، فكل ما يقوله عن الله.

لا يمكنني هنا ـ سيدي ـ أن أذكر كل ما فعلته في ذلك، فأنت تعلم الواقع الذي نعيشه، والحال التي وصلنا إليها، فقد اعتبروا الحديث في تصحيح الدين هدما له، ولم يعلموا أن الدين حقائق إلهية، وليس رجالا يُعبدون من دون الله.

ولذلك سأكتفي بتلك النصائح التي نصحت بها الخليفة الثالث، مثلما فعل أخوك

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست