اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 22
ذر من
السابقين الأولين إلى الإسلام، يقول ابن عبد البر في [الاستيعاب]: (بعد أن أسلم
أبو ذر، رجع إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى مضت بدر، وأحد، والخندق، ثم قدم على
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم المدينة، فصحبه إلى أن مات a، ثم خرج بعد وفاة أبي بكر إلى
الشام، فلم يزل بها حتى ولي عثمان، ثم استقدمه عثمان لشكوى معاوية، فنفاه وأسكنه
الربذة، فمات بها..)[1]
هكذا
كان حاله مع أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال عنه: (ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي
لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر، شبه عيسى ابن مريم)[2]
لكنهم
يصورونه بصورة الضعيف الذي لا يستطيع الحكم، في نفس الوقت الذي يستطيع ذلك أبو
هريرة وأولاد أبي سفيان.
وهكذا
كان حال غيره من الذين لم يتح لهم ـ بسبب حفاظهم على قيم الدين ـ أن تصير لهم أمور
الأمة، بعد أن صارت للطلقاء، والانتهازيين الذين يستعملون كل الطرق للوصول إلى
غاياتهم.
وهكذا
كان حال حذيفة بن اليمان، ذلك التلميذ الذكي النجيب من تلاميذ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فقد روي أن عمر ولاه على المدائن، وكتب له عهدا قال فيه لأهل المدائن: (اسمعوا له
وأطيعوا وأعطوه ما سألكم)، فخرج على حمار موكف، تحته زاده، فلما قدم المدائن،
استقبله أعاظم الدهاقين (التجار) وبيده رغيف، وعرق من لحم. ولما قرأ عليهم عهده،
قالوا: سل ما شئت، قال: طعاما آكله، وعلف حماري هذا - ما دمت فيكم – من
[1]
الاستيعاب ( حاشية على كتاب الإصابة ) م 1 ص 213 ..