اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 208
نفسها
تشتاق إليك، فقال: (إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وأبي ذر) [1]،
وكيف لا تشتاق الجنة إليك، وأنت علم الإيمان، ونور الإيمان، وقبلة الإيمان.
وهكذا
كان a
يذكر كل حين أولئك الذين لا يعرفون قدرك بكونك من المبشرين بالجنة، مع أن المحرفين
والمبدلين لم يضعوك بينهم.. ففي الحديث أنه وقع بينك وبين خالد بن الوليد كلام، فقلت:
(لقد هممت ألا أكلمك أبدا)، فبلغ ذلك النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: (يا خالد، مالك
ولعمار؟ رجل من أهل الجنة، قد شهد بدرا) [2]وكان a
لا يكتفي بذلك، وإنما يخبر عن دورك في هذه الأمة، فيقول: (إني لا أدري ما قدر
بقائي فيكم.. فاهتدوا بهدي عمار) [3]وأخبر عن سر ذلك،
وهو كونك من المخلَصين الذين لا يقربهم الشيطان، ولا يستطيع أن يدنو منهم، فعن
علقمة، قال: (قدمت الشام، فقلت: من ها هنا؟، قالوا أبو الدرداء، قال: أفيكم الذي
أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه a؟)[4]، وهو يعنيك بذلك.ولهذا
أخبر a
أنك في الوقت الذي يقع فيه الخلاف، ويتناحر فيه الهدى مع الضلالة، وأصحاب الطريق
المستقيم مع أصحاب الطرق المعوجة، ستكون أنت العلم والمنارة التي تميز أصحاب الدين
الأصيل من الدين المحرف، ودعاة الهدى عن دعاة الضلالة، فقال: (ويح عمار تقتله
الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى