اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 205
إني
أنشدكم الله والإسلام أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو نقيبا أو بريدا)
حينها
احتار القوم، فلم يكن أحد منهم بتلك الأوصاف إلا فتى من الأنصار، فقد قال لك: (يا
عم أنا أكفنك، لم أصب مما ذكرت شيئا، أكفنك في ردائي هذا الذي علي، وفي ثوبين في
عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي)[1]
ما
عساي أقول لك في آخر هذه الرسالة سوى أن أبشرك، بأن كلماتك لم تضع، ولن تضيع،
والدين الذي كنت تدعو إليه هو الآن ينتشر بين الناس، ليقضي على ذلك الدين الذي
أسسه معاوية وكعب الأحبار وغيرهما ممن بدل وحرف..
أما
تلك المنطقة التي شرفتها بمكوثك فيها حين كنت في الشام، منطقة (جبل عامل)، فهي
الآن، ومنذ وطئتها قدماك تحتفظ بذكراك، وتنسب كل فضل حصل لها إليك، وهي اليوم في
الواجهة تدافع عن الدين ضد الاستكبار والاستبداد والتحريف.. فأبشر، فما كان لله
دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.