responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 203

هو في شأن، وقد منعك القوم دنياهم ومنعتهم دينك، فما أغناك عما منعوك، وأحوجهم إلى ما منعتهم، فأسال الله الصبر والنصر، واستعذ به من الجشع والجزع، فإن الصبر من الدين والكرم، وإن الجشع لا يقدم رزقاً، والجزع لا يؤخر أجلاً.

ثم قال عمار مغضباً: لا آنس الله من أوحشك، ولا آمن من أخافك. أما والله لو أردت دنياهم لأمنوك، ولو رضيت أعمالهم لأحبوك، وما منع الناس أن يقولوا بقولك إلا الرضا بالدنيا، والجزع من الموت، مالوا إلى ما سلطان جماعتهم عليه، والملك لمن غلب، فوهبوا لهم دينهم، ومنحهم القوم دنياهم، فخسروا الدنيا والآخرة، ألا ذلك هو الخسران المبين!

حينها لم تجد إلا أن تبكي، ثم تقول مخاطبا لهم: (رحمكم الله يا أهل بيت الرحمة! إذا رأيتكم ذكرت بكم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، ما لي بالمدينة سكن ولا شجن غيركم، إني ثقلت على عثمان بالحجاز، كما ثقلت على معاوية بالشام، وكره أن أجاور أخاه وابن خاله بالمصرين، فأفسد الناس عليهما، فسيرني إلى بلد ليس لي به ناصر ولا دافع إلا الله.. والله ما أريد إلا الله صاحباً، وما أخشى مع الله وحشة) [1]

هكذا فعل إمامك علي والمحافظون على هدي النبوة، أما غيرهم، فبدل أن يصطفوا ليودعوك، ويطلبوا دعواتك، وأنت صاحب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم الوفي، راحوا يسخرون منك.. لقد قال لك بعضهم، وهو ينظر إليك شامتا: (لولا أنك رجل سوء ما أخرجت من المدينة)، فرددت عليه بكل هدوء: (بين يدي عقبة كؤود إن نجوت منها لا


[1] بحار الأنوار ج22 ص441 ـ 413 و 435 ـ 437 وروضة الكافي ص206 و 208 ومنهاج البراعة ج8 ص249 وج16 ص302

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست