responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 189

يضيء حياتك جميعا، حيث تمثلتها، فصرت أسوة للمؤمنين، وقدوة للصالحين، ممتلئا بكل معاني الإيمان والأخلاق الرفيعة، والشجاعة النادرة، والتضحية الفذة.

وفي الوقت الذي غرق فيه الكثير في طوفان الدنيا الذي فتح لهم، كنت في قمة الزهد والورع والتقوى، لأن تلك الوصايا النبوية كانت هي البرهان والنور الذي ملأ عليك كيانك، فحجزك من الغرق في ذلك الطوفان..

ولذلك كنت تقول بثقة عظيمة، وفرح عظيم، للذين اغتالتهم الدنيا، فبدلوا كثيرا: (إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يوم القيامة، وذلك أني سمعت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول: (إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها)، وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث بشيء منها غيري) [1]

وأنت لا تقصد من ذلك ـ سيدي ـ الفخر ولا الخيلاء، وإنما كنت تقصد دلالتهم على الحق، مخافة أن يبدلوه.. وقد فعل الكثير منهم ذلك عندما جاءتهم الدنيا ببهرجها وزخارفها، ولذلك كنت تصرخ فيهم كل حين بالدعوة للحق والهدى وعدم تحريف الدين.لقد روى المؤرخون أن حبيب بن مسلمة، بعث إليك حين كان أميرا للشام، بثلاثمائة دينار، عندما رأى حاجتك وفاقتك، فرددتها إليه، وأنت تقول لرسوله: (ارجع بها إليه، أما وجد أحدا أغر بالله منا؟ ما لنا إلا ظل نتوارى به، وثلة من غنم تروح علينا، ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها، ثم إني لأتخوف الفضل) [2]


[1] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 161)

[2] المرجع السابق.

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست