responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14

بفضلهم في نفس الوقت الذي ينسونكم فيه، وينسون بلالا والصخرة التي كانت تجثم على صدره، وهو ينادي أحد أحد..

فالكل الآن يعرف معاوية وأباه وأمه وإخوانه وأخواته ويشيد بهم جميعا، وبالمناصب الرفيعة التي تولوها.. أما بلال ذلك العبد المسكين، فلا أحد يعرف المصير الذي صار إليه، ولا الحياة التي عاشها بعد وفاة حبيبه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، مع أنه كان خازن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم والأمين على مال الأمة في حياته.

وهكذا أسدلت حجب النسيان والغفلة على سمية تلك التي كانت أول شهيدة في الإسلام.. فلا أحد يذكر زوجها ياسر الذي كان أول الرجال استشهادا في سبيل الله.. ولا أحد يذكر ابنهما عمارا.. لأن ذكره سيشوه الطلقاء، وسيقلب صفحاتهم المنتنة، وسيبعث في جماهير المغفلين السؤال عمن قتله، ولم قتله، وكيف قتله؟ وكل ذلك سيحول الطلقاء من صحابة أجلاء إلى ظلمة وطواغيت.وهكذا نسيت لبينة جارية بني المؤمل المستضعفة المعذبة[1]، وقد كانت من السابقين إلى الإسلام، وأوذيت إيذاء شديدا.. لأن في ذكرهم لها ولكيفية تعذيبها إحراجا كبيرا لمن قدمناهم بأهوائنا وأذواقنا ومعاييرنا البشرية القاصرة.

وهكذا نسيت أم عبيس، أمة بني زهرة[2]، تلك التي كانت قريش ـ التي أدخلنا تعظيمها في أبواب العقائد، وتوهمنا أنها بريئة من النفاق ـ تعذبها عذابا شديدا هي وزوجها أبو عبيس.. ولا زلنا إلى الآن نجهل نسبهما كما نجهل كل ما يرتبط بهما.


[1] أنساب الأشراف: 1/84.

[2] المرجع السابق، 1/84.

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست