responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 137

يعلم ثم لا يعمل) سبع مرات[1].

وكنت كأصحابك المنتجبين تدعو إلى عدم قصر الدين على الظواهر مع إهمال القلب والباطن، وقد روي أنه جاء ناس من الدهاقين فتعجب الناس من غلظ رقابهم وصحتهم، فقلت: (إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما، وأمرضهم قلبا، وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا، وأمرضهم جسما، وايم الله، لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الجعلان) [2]

وكنت تقول: (من استطاع منكم أن يجعل كنزه حيث لا يأكله السوس، ولا تناله السراق فليفعل، فإن قلب الرجل مع كنزه)

وعندما سمعت بعضهم يقول: (هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر)، قلت له: (بل هلك من لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه المنكر)

وكنت تقول: (إذا أصبح أحدكم صائما فليترجل، وإذا تصدق بصدقة بيمينه فليخفها عن شماله، وإذا صلى صلاة أو صلى تطوعا فليصلها في داخله) [3]

وكانت لك المواعظ الكثيرة التي تدعو إلى عدم الاستغراق في الدنيا وشهواتها، والاهتمام بالتحضير للموت وما بعده، ومنها قولك: (ذهب صفو الدنيا وبقي كدرها، فالموت اليوم تحفة لكل مسلم)، وقولك: (إنما الدنيا كالثغب، ذهب صفوه وبقي كدره)، وقولك: (ألا حبذا المكروهان: الموت والفقر، وأيم الله، إن هو إلا الغنى أو الفقر، وما


[1] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 131)

[2] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 135)

[3] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 136)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست