اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 113
لقد
كانت كلماتك سيدي نورا يمكن لمن يريد أن يعيشها أن يكتشف كل تلك الأهواء التي
وضعتها الفئة الباغية في الدين، فحولته من دين الله إلى دين البشر، ومن دين
العدالة والرحمة إلى دين الجور والظلم.
لقد
كنت تصرخ في ذلك العصر محذرا من الفتن، وأسبابها، على الرغم من أن العمر لم يمتد
بك، لترى أوجها، ولكن مبادئها كانت تظهر أمامك.
وكنت
تحذر من الاغترار بأولئك الانتهازيين الذين يظهرون الإيمان، ويبطنون الكفر، طلبا
لتحقيق أهوائهم..
وكنت
تخبرهم بأن تحريف الدين لن يأتي دفعة واحدة، وإنما يستعمل الشيطان كل كيده، ابتداء
من أمور بسيطة قد يستهين الناس بها، فقد روي أنك سئلت: قيل يا أبا عبد الله أكفر
بنو إسرائيل في يوم واحد؟.. فقلت: (لا ولكن عرضت عليهم فتنة فأبوا أن يركبوها،
فضربوا عليها حتى ركبوها، ثم عرضت عليهم أكبر منها، فقالوا: لا نركب هذه أبدا
فضربوا عليها حتى ركبوها فانسلخوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه)
[1]
لذلك
كنت ترد بقوة على أولئك الذين توهموا أن سوق النفاق قد كسد منذ توفي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وأن الناس كلهم صاروا بطرفة عين عدولا وصالحين، وكأن وفاة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
هي السبب في صلاحهم، مع أن وفاة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هي التي أطلقت عقالهم، وحررتهم
من ذلك الخوف الذي كان يعتريهم من الفضيحة.
لقد
كنت تقول لهم، ولنا معهم: (المنافقون اليوم شر منهم على عهد
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،