بل كنت
تذكر ذلك عن نفسك، وتدعوهم إلى الاستفادة منك حتى يجنبوا أنفسهم الوقوع في الفتن،
وقد قلت تذكر لهم ذلك، ومصادر علمك به: (لقد خطبنا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم خطبة ما
ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأرى
الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه)
[2]
وكنت
تقول لهم: (والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما
بي إلا أن يكون رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه
غيري، ولكن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه
عن الفتن: فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو يعد الفتن: منهن ثلاث لا
يكدن يذرن شيئا، ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار)، ثم تقول لهم: (فذهب
أولئك الرهط كلهم غيري) [3]بل كنت ـ سيدي ـ تذكر لهم بعض الأحداث قبل وقوعها حتى يتيقنوا من صدق
قولك، فقد روي عن بعضهم قال: جئت يوم الجرعة فإذا رجل جالس
فقلت: ليهراقن اليوم ههنا دماء. فقال ذاك الرجل: كلا والله قلت: بلى والله. قال:
كلا والله قلت: بلى والله قال: كلا والله إنه لحديث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حدثنيه قلت: بئس الجليس لي
أنت منذ
[1]
رواه البخاري (7096) ومسلم(144) وأحمد (5 / 401) وابن أبي شيبة (7 / 449)
والطيالسي (1 / 55) والترمذي (2258) وابن ماجه (3955) والنسائي في الكبرى (1 /
144)وابن حبان (13 / 304) والأوسط للطبراني(2 / 215)
[2]
رواه البخاري(6604) ومسلم (2891) وأبو داود(4240) والداني مختصرا في السنن الواردة
في الفتن (181) وأحمد (5 / 385) والطيالسي (1 / 58) وابن حبان (15 / 5) والحاكم (4
/ 533)