responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 86

الذي يحزنني ـ يا ساداتي من آل بيت النبوة ـ ليس عزل الإمام علي عن تلك المناصب، ولا حرب صفين، ولا حرب الجمل، ولا حرب النهراوين.. ولا كل تلك الجحافل التي كانت ساكنة طيلة الدهر، فلما جاء دور الإمام الذي أوصى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم به، ودعا إليه، قاموا كلهم على بكرة أبيهم يحاربونه.

أنا لم يحزني كل ذلك بقدر ما أحزنني ذلك النداء العميق الذي كان ينادي به الإمام علي في كل مجلس صائحا في الأمة: (سلوني قبل أن تفقدوني، فو الّذي نفسي! بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين السّاعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتضلّ مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها، ومحطّ رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلا، ومن يموت منهم موتا)[1]

وكان يقول لهم: (سلوني عن كتاب الله، فو الله! ما نزلت آية من كتاب الله في ليل ونهار ولا مسير، ولا مقام إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وعلّمني تأويلها... )[2]

وكان يقول، وهو ممتلئ حزنا وأسفا: (هاه إن ههنا لعلما جما - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة)[3]

لكن تلك النداءات لم تجد آذانا صاغية.. حيث تُرك ذلك الذي تتملذ في جميع حياته على رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. وذهب الناس إلى غيره.. واختلط الأمر عليهم.. وأصبح الدين بعدها


[1] شرح الأخبار 1: 139، وقد روى الحاكم في المستدرك [رقم الحديث: (3394)] عن عامر بن واثلة، قال: سمعت علياً قام، فقال: سلوني قبلأن تفقدوني، ولن تسألوا بعدي مثلي، فقام ابن الكواء فقال: من الذين بدلوانعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار؟، قال: منافقو قريش، قال: فمنالذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؟، قال: منهم أهل حروراء)، قال الحاكم: هذا حديث صحيح عال.

[2] الطبقات الكبرىٰ 2 / 338..

[3] نهج البلاغة (4/ 36)

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست