responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85

إلى الأقارب المبعدين

يا آل بيت النبوة، ومحط الرسالة، ومختلَف الملائكة، ومعادن العلم، وينابيع الحكم.. اسمحوا لي ـ أنا المتيم بحبكم ـ أن أبث لكم بعض حزني وشكاواي.

أنا لم يهمني في يوم من الأيام أن تتولوا أي منصب.. لا خلافة.. ولا إمارة.. ولا وزارة.. ولا قضاء.. ولا قيادة جيش.. كل ذلك لم أفكر فيه.. ولم أحزن على إبعادكم عنه، فأنا أعلم أنكم أعلى من المناصب، وأرفع منها.. والشرف لمن توليتم عليه، وليس لكم.. فأنتم شرفكم بالله، وبرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وليس بالحكم بين الغوغاء والعوام.

ولكن الذي أهمني وأقلقني وأحزنني هو ذلك الإقصاء المتعمد الذي حصل لكم طيلة تلك الفترة الحرجة التي كانت يفسر فيها القرآن، ويدون فيها الحديث، وتُعلم فيها الأحكام الشرعية..

في تلك الفترة الحرجة هب الناس إلى اليهود، وأبناء اليهود، والطلقاء، وأبناء الطلقاء.. وتركوكم، وهم يعلمون أنكم معدن الرسالة، وأن العلوم الصحيحة السليمة التي لم تمسهم أيادي التحريف والتغيير والتبديل خرجت من بيتكم، وأن الذي معكم هو المحجة البيضاء التي لم تكدر ولم تشوه، ولم يصبها أي أذى.

هذا الذي أهمني وأحزنني.. وهذا الذي لا تزال آثاره نعيشها إلى اليوم.. بل إن آثاره لا يمكن أن تنسى في يوم من الأيام.. فلو أن الجيل الأول بسياسييه وعوامه التفت لكم، وحصر نقل الدين عنكم، لما وقع الاختلاف والاضطراب.. ولما احتجنا إلى كل تلك المدونات التي كتبت في علوم الحديث والتفسير وغيرها، والتي شحنت بالغث والسمين.. والحق والباطل.

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست