responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38

رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إلا أن يكف عن ذكرهما حتى توفاه الله، عز وجل [1].

هكذا استبدلوك بهند وبأبي سفيان وبغيرهم ممن تعلمين.. وكأن الله عوض رسوله a عنك وعن أبيه بأولئك الذين لم يتركوا سبيلا لحربه وعداوته إلا فعلوه.

ويستدلون لذلك بحديث يروونه من أن ابنك محمدا a لما قدم مكة، أتى رسم قبر، فجلس إليه، فجعل يخاطب، ثم قام مستعبراً، فقيل له: يا رسول الله! إنا رأينا ما صنعت.. فقال: (إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها، فلم يأذن لي).. وأنه ما رؤي باكياً أكثر من يومئذ [2].

وليتهم إذ رووه بكوا.. لا.. لقد كانوا مسرورين جذلين لأنهم وجدوا ما يؤكد لهم اعتقادهم.. أنا لا أكذب هذا الحديث.. فقد يكون صحيحا.. ولكني لا أرى فيه إلا نورا آخر من أنوار جمالك وكمالك.. فالاستغفار يكون للمذنبين، أما أنت فمن المصطفين الأخيار الذين نكتفي بالسلام عليهم، كما قال تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ﴾ [النمل: 59] ولذلك فأنت يقال لك: آمنة عليها السلام.. لا آمنة غفر الله لها. لكنهم للأسف لم يلاحظوا هذا.. بل راحوا ينقلون عن بعضهم قوله ـ بعد ذكر الحديثـ: (فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة؛ لأنه إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة ففي الحياة أولى.. وفيه النهي عن الاستغفار للكفار)

بل إن بعضهم تجرأ فراح يزعم أن ابنك رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لم يزرك قاصدا لزيارتك، وإنما زارك قصد قوة الموعضة والذكرى بمشاهدة قبرك..

لم يكتفوا بهذا ـ سيدتي ـ بل راحوا ينقلون الإجماع.. وكأن الأمة اختصرت فيهم.. فقد


[1] تفسير عبد الرزاق (2/78) وتفسير الطبري (2/558).

[2] رواه مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج 7 ص 46..

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست