اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36
من التشبه بهم، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُوا
وَكَانَ عِنْدَ الله وَجِيهًا ﴾ [الأحزاب: 69]
سيدتي الطاهرة.. سأذكر لك بعض أعذاري.. فاسمعيها مني،
ولا تلوميني.. فقد كنت غضا طريا.. وكان عقلي فارغا.. وكان للذين يلقونني تلك
التعاليم، مع أترابي في الجامعة والمسجد، من السلطان ما لا طاقة لنا بمقاومته..
كانوا يقولون لنا: هذه هي السنة شئتم أو أبيتم.. فإن
رفضتم فأنتم رافضة، أو أنتم قبورية، أو أنتم ملاحدة.. إن رفضتم فأنتم مشركون في كل
الأحوال.
أذكر أن بعض مشايخنا.. كان صعيديا.. كان اسمه.. دعنا
من اسمه، فلعله هو الآخر يتوب.. ويكتب رسالة باكية لك، يترجاك فيها أن تسامحيه.
لقد تنكر لحب أهله من الصعايدة لك، فلم يكفه أن يعتقد
ما اعتقد المبغضون لك.. بل راح يبشر بذلك، ويكتب رسالة عنك وعن زوجك الطاهر عبد
الله سماها (التعبد المرضي بإثبات كفر والدي النبي كما نطقت بذا الآثار، وجاءت به
صحيح الأخبار، مخالفين بذا كل غبيٍّ أبيّ)[1]
ليس هو فقط من تكلم عنك.. لقد تفرغ رجال كثيرون
لإخراجك من مقعد الصدق الذي أعده الله لك في الجنة بجوار حبيبك وابنك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. وكأن الجنة التي وسعوها لهند وبعلها وبنيها ضاقت عنك.
لقد راحوا جميعا بكل ما أوتوا من قوة وحيلة يحاولون
أن يثبتوا أنك لست من الذين لا نعلم مصيرهم عند الله.. ولست من أهل الفترة الذين
نكل أمرهم إلى الله.. وإنما أنت من