responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172

وسلمه إلى الجلودي، فحمله إلى الرشيد)[1]

وهكذا كانت جرائم هارون في حق أهل بيت النبوة كثيرة لا يمكن حصرها، فمنذ تسلم زمام الحكم من سنة 170 هـ حتى سنة 193 هـ أدار صراعات مختلفة مع العلويين فقتل، وعذّب الكثير منهم، مستنا في ذلك بسنة أهل الملك العضوض ابتداء من معاوية وابنه يزيد.

لكن هارون مع ذلك لم يزل يصور بصورة الخليفة العادل على الرغم من كل جرائمه، ذلك أن الترسانة الكبرى التي استعملها أصحاب الملك العضوض راحت تزين جرائم المجرمين، وتكتب فيهم كل قصائد الثناء والمدح، في نفس الوقت الذي ترمي فيه تلك العترة الطاهرة في أتون النسيان والإهمال والسباب، وكل أنواع الشتائم.

ومن العجيب أن يتولى الثناء على هارون بعض من يدعون نسبتهم إلى إدريس، والذين يبنون أمجادهم وأمجاد أسرهم عليه، ويشهدون له بالصلاح والتقوى، ويزورون ضريحه، ويحيون كل المناسبات التي ترتبط به، وبالكثير من أولاده وحفدته، لكنهم يترضون في نفس الوقت عن قاتله هارون، ويذكرون مناقبه، ولست أدري كيف يوفق بين هذا وذاك.

فإن كان موقف هارون صالحا وعادلا، فإن إدريس الأكبر كان مستحقا لما حصل له، ولذلك لا يصح أن يعتبر من الأولياء، ولا من الصالحين.. وإن كان العكس، فإن حكم هارون حكم إجرامي واستبدادي، ولا يصح حينها السكوت عن هذه الجريمة حتى لو تعلقت بقتل مسلم واحد، وكيف وهارون قتل المئات بل آلاف من الصالحين، وهذا ما تذكره كل المصادر التاريخية.


[1] أعيان الشيعة، ج 1، ص 29..

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست