responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 171

المظلومين الذي شملهم بطش هارون ليس بالقتل فقط، وإنما بالسجن قبل ذلك.

ففي الوقت الذي كان الشعراء يتمتعون فيه بالصلات والجوائز كان الإمام موسى الكاظم وغيره من الصالحين يسكنون غياهب السجون، في انتظار لحظة الموت التي يحددها السفاح الذي سمته العقول المتناقضة رشيدا، يقول الشيخ محمد جواد مغنية معبرا عن محنة الإمام الكاظم: (أرسل الرشيد جلاوزته إلى الإمام موسى بن جعفر، وكان يتعبد عند قبر جده، فأخرجوه منه، وقيدوه، وأرسله الرشيد إلى البصرة، وكان عليها عيسى بن جعفر بن المنصور، فحبسه عنده سنة، ثم كتب عيسى إلى الرشيد أن خذه مني، وسلمه إلى من شئت، وإلا خليّت سبيله، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة فما قدرت على ذلك. فحبسه ببغداد عند الفضل بن الربيع، ثم عند الفضل بن يحيى، ثم عند السندي بن شاهك، وأخيراً تخلص منه بالسم)[1]

ولم يكتف هارون بذلك، بل راح يمارس جرائمه في كل من له صلة به من أهل بيت النبوة أو غيرهم حتى النساء لم ينجين من جرائمه، يقول السيد محسن الأمين: (بعد وفاة الإمام الكاظم أرسل الرشيد أحد قواده إلى المدينة، وهو الجلودي، وأمره أن يهجم على دور آل أبي طالب، ويسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوباً واحداً، فامتثل الجلودي، حتى وصل إلى دار الإمام الرضا، فجعل الإمام النساء كلهن في بيت واحد، ووقف على باب البيت، فقال الجلودي: لابد من دخول البيت وسلب النساء فتوسل إليه وحلف له أنّه يأتيه بكل ما عليهن من حلي وحلل على أن يبقى الجلودي مكانه ولم يزل يلاطفه حتى أقنعه، ودخل الإمام، وأخذ جميع ما على النساء من ثياب ومصاغ وجميع ما في الدار من أثاث،


[1] الشيعة والحاكمون، مغنية، ص 162.

اسم الکتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست