اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 55
وليقضي
مصالحه من خلاله، فقلت: (فإن
نزلت به إحدى المبهمات هيّأ لها حشوا رثّا من رأيه ثمّ قطع به، فهو من لبس
الشّبهات في مثل نسج العنكبوت، لا يدري أصاب أم أخطأ؟ فإن أصاب خاف أن يكون قد
أخطأ، وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب، جاهل خبّاط جهالات، عاش ركّاب عشوات، لم يعضّ
على العلم بضرس قاطع، يذرو الرّوايات ذرو الرّيح الهشيم. لا مليّ واللّه بإصدار ما
ورد عليه، ولا أهل لما قرّظ به، لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكره، ولا يرى أنّ من
وراء ما بلغ مذهبا لغيره، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه، تصرخ
من جور قضائه الدّماء، وتعجّ منه المواريث) [1]
وهكذا قلت،
وأنت تحدد أسباب الفتن وجذورها: (إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع،
يخالف فيها كتاب الله، ويتولى عليها رجال رجالا، على غير دين الله)[2]
لقد درس
الصادقون من المحققين فعلك وقولك، وراحوا يقارنونه بسلوك من حاربك، وحارب مبادئك..
فلم يملكوا إلا أن يشيدوا بك، فأنت الممثل الحقيقي للمسلم الممتلئ بالصدق
والعدالة..
ومن أولئك سيد
قطب أثناء ذكره لأسباب انتصار البغاة المحرفين للعدالة على مشروعك، فقد قال: (إن
معاوية وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه
بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو
مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله عمرو إلى الكذب
والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك على أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل.فلا
عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل