responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 47

علانية وفي المسجد.. ليكون الخيار للناس فيها، يقبلون أو يرفضون..

لقد ذكر ابنك محمد بن الحنفية ذلك، قال: كنت مع أبي حين قتل عثمان، فقام فدخل منزله، وأغلق بابه، فأتاه أصحاب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فقالوا: إن هذا الرجل قد قتل، ولا بد للناس من إمام، ولا نجد (أو لا نعلم) اليوم أحداً أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقةً، ولا أقرب من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فقال: لا تفعلوا، فإني أكون وزيراً خير من أن أكون أميراً.. فقالوا: والله، لا نعلم أحق بها منك.. لا والله، ما نحن بفاعلين حتى نبايعك.. قال: ففي المسجد، فإن بيعتي لا تكون خفياً، ولا تكون إلا عن رضا المسلمين.. فمن شاء أن يبايعني بايعني.. قال: فخرج إلى المسجد فبايعه الناس[1].

لقد كنت ـ سيدي ـ تدرك المخاطر التي تنجر على بيعتك في المسجد.. وكنت تعرف المشاغبين وأصحاب القلوب المريضة.. لكنك مع ذلك أصررت أن تكون بيعتك علانية وفي المسجد ومن غير إكراه أحد.

لقد قال عبد الله بن عباس يذكر موقفه حينها: (فلقد كرهت أن يأتي المسجد مخافة أن يشغب عليه؛ وأبى هو إلا المسجد، فلما دخل دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه، ثم بايعه الناس)[2]

وقال أبو بشير العابدي: كنت بالمدينة حين قتل عثمان، واجتمع المهاجرون والأنصار، فيهم طلحة والزبير، فأتوا علياً فقالوا: يا أبا الحسن؛ هلم نبايعك.. فقال: لا حاجة لي في أمركم، أنا معكم فمن اخترتم فقد رضيت به، فاختاروا.. فقالوا: والله ما نختار غيرك؛ واختلفوا إليه بعد قتل عثمان مراراً، ثم أتوه في آخر ذلك، فقالوا له: إنه لا يصلح الناس إلا بإمرة، وقد طال الأمر.. فقال لهم: إنكم قد اختلفتم إلي وأتيتم، وإني


[1] تـاريـخ الأمـم والمـلـوك ج4 ص427، الكامل في التاريخ: ج3 ص190.

[2] جواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص293 وذخائر العقبى ص111.

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست