responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46

لكنك كنت تدرك جيدا صعوبة حمل الناس على المبادئ.. وكنت تدرك أكثر من ذلك مؤامرات الشيطان التي سيحيكها لك عن طريق أولئك الذين لم يفهموا الإسلام، ولا عرفوا مقاصده..

لقد عبرت عن ذلك، فقلت ـ عندما جاؤوا إليك بعد مقتل عثمان ـ: (دعوني والتمسوا غيري، فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت، والحجّة قد تنكّرت. واعلموا أنّي إن أجبتكم، ركبت بكم ما أعلم (أي طبقت فيكم الحق بلا تمييز) ولم أصغ إلى قول القائل، وعتب العاتب، وإن تركتموني، فأنا كأحدكم، ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم، وأنا لكم وزيرا خير لكم منّي أميرا)[1]

وقد حصل كل ما ذكرته لأولئك الذين رغبوا في بيعتك.. ولذلك ذكرتهم قائلا: (والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة، ولكنكم دعوتموني إليها، وحملتموني عليها، فلما أفضت إليّ نظرت إلى كتاب الله وما وضع لنا، وأمرنا بالحكم به فاتّبعته، وما استنّ النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فاقتديته)[2]

وقد صدقك الكل في قولك هذا، لأنهم رأوا بأعينهم كيف أنك لم تتعرض لكل أولئك الذين توقفوا عن بيعتك.. فلم تتعرض لا لعبد الله بن عمر، ولا لغيره ممن رفضوا بيعتك ‌[3]..

بل إنك سيدي رفضت تلك البيعات الخاصة التي بويعت بها.. بل طلبت أن تبايع


[1] الكامل: ج 3، ص 193.

[2] نهج البلاغة: الخطب، ص 205.

[3] قال أبو عمرو: (واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، وتخلف عن بيعته نفر. فلم يكرههم) (الإستيعاب ج3 ص1121 وذخائر العقبى ص111).

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست