responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 42

لحاكم العادل

في هذه الأيام تمر على خاطري ـ سيدي ـ ذكريات كثيرة ممتلئة بالجمال عن الفترة التي مثلت فيها الخلافة النبوية خير تمثيل، على الرغم من كل تلك الحروب التي أعلنت عليك.. وبالرغم من كل ذلك الشغب الذي أثير ضدك..

لقد عملت فيها بكل ما تتطلبه الخلافة من قيم العدالة والرحمة والإنسانية.. فوقفت في صف الفقراء والمستضعفين لتخلصهم من جشع المستكبرين، ولتضمن لهم العيشة الرغدة السعيدة المتناسبة مع كرامة الإنسان.. وما كان لك أن تفعل ذلك لولا تلك التربية النبوية والقرآنية التي غرست في نفسك، ومنذ صباك الباكر، كل قيم الزهد والعفاف والعدالة والرحمة.

لقد شهد لك بهذا العدو والصديق.. بل كان هذا هو سبب تلك المؤامرت التي حيكت ضدك، والتي ختمت بشهادتك.. فلم يكن للمستكبرين أن يتركوا سند المستضعفين دون أن يعلنوا عليه الحرب.

لقد قال فضيل بن الجعد، يذكر السبب الحقيقي لتلك الحرب التي أعلنت عليك: (آكد الأسباب في تقاعد العرب عن أمير المؤمنين، أمر المال، فإنه لم يكن يفضل شريفا على مشروف ولا عربيا على عجمي، ولا يصانع الرؤساء وامراء القبائل كما يصنع الملوك، ولا يستميل أحدا إلى نفسه، وكان معاوية بخلاف‌ذلك فترك الناس عليا والتحقوا بمعاوية)[1]

وذكر ابن عبد البر بعض مشاهد عدلك، فقال: (كان علي إذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئا إلا قسمه، ولا يترك في بيت المال منه إلا ما يعجز عن قسمته في يومه ذلك،


[1] شرح نهج البلاغة: 1/488.

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست