responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213

خطب الإمام علي، ففاضت ثم فاضت)[1]

ولذلك كانت كلماتك سيدي مدرسة في تعليم الأدب والحكمة، يحفظها الأدباء، ويتدربون بها على الحكمة والتعبير عنها، وقد قال ابن نباته – وهو صاحب الخطب المشهورة -: (حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الإنفاق إلاّ سعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب)[2]

وقال الجاحظ – وهو أشهر الأدباء على الإطلاق– في وصف مائة كلمة جمعها من كلامك: (إن لأمير المؤمنين مائة كلمة، كل كلمة منها تفي بألف من محاسن كلام العرب)[3]

وقال ـ تعليقا على قولك(قيمة كل امرئ ما يحسنه) ـ: (فلو لم نقف في هذا الكتاب إلاّ على هذه الكلمة لوجدناها كافية شافية، ومجزية مغنية، بل لوجدناها فاضلة عن الكفاية، وغير مقصرة عن الغاية، وأحسن الكلام ما كان قليله يغني عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه، وكأن الله عز وجل قد ألبسه من الجلالة، وغشاه من الحكمة على حسب نية صاحبه، وتقوى قائله، فإذا كان شريفا، واللفظ بليغا، وكان صحيح الطبع، بعيدا عن الاستكراه، ومنزها عن الاختلال، مصونا عن التكلف، صنع في القلب صنع الغيث في التربة الكريمة، ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، ونفذت من قائلها على هذه الصفة، أصحبها الله من التوفيق ومنحها من التأييد ما لا يمتنع عن تعظيمها صدور الجبابرة، ولا يذهل عن فهمها عقول الجهلة)[4]


[1] نقلا عن أمراء البيان لمحمد كرد علي ج١ص٤٥.

[2] نقلا عن مجلة تراثنا : العدد الخامس ١٤٠٦ ص١٥.

[3] مجلة تراثنا: العدد الخامس ص ٣٢..

[4] انظر: البيان والتبيين للجاحظ، نقلا عن الطراز المذهب ج١ص١٦٧.

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست