responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 212

سيدي ومولاي.. حبيب الله ورسوله..

من المعاني العظيمة التي أتذكرها في هذه الأيام.. أيام شهادتك.. حكمتك التي تسلب الألباب.. وبيانك الذي خضع لحكمك، واستسلم لها، وعبر عنها بما لا طاقة لأحد بمثله.

وما وصلنا من خطبك ورسائلك وكلماتك كلها دليل على ذلك.. فكلها بحار من النور والحكمة، تسقي من شرب منها كل ألوان الأدب والسلام والأخلاق والحقيقة.

وقد شهد لك بذلك الجميع.. وأكثرهم شهادة لك من عرف العربية وأسرارها.. ثم نهل من بحر كلماتك، فعرف أسرار الإعجاز فيها.

ومنهم الشعبي الذي قال عنك، وعن حكمك: (تكلم أمير المؤمنين علي بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا، فقأن عيون البلاغة، وأيتمن جواهر الحكمة، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن: ثلاث منها في المناجاة، وثلاث منها في الحكمة، وثلاث منها في الأدب: أما اللواتي في المناجاة، فقال: (كفى بي عزا أن أكون لك عبدا، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب).. وأما اللاتي في الحكمة فقال: (قيمة كل امرئ ما يحسنه، وما هلك امرؤ عرف قدره، والمرء مخبوء تحت لسانه).. وأما اللاتي في الأدب فقال: (امنن على من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره)[1]

وقال الأديب الكبير عبد الحميد الكاتب – الذي قيل عنه: (فتحت الرسائل بعبد الحميد، وختمت بابن العميد) - عندما سئل عن سر بلاغته: (حفظت سبعين خطبة من


[1] الخصال للصدوق ج١ص٤٩.

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست