responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196

وليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله، وأسبابا ذللا لعفوه)

وهكذا رحت تفسر أسرار العبودية المودعة في كل الشعائر، فقلت: (عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين بالصّلوات والزّكوات، ومجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات، تسكينا لأطرافهم، وتخشيعا لأبصارهم، وتذليلا لنفوسهم، وتخفيضا لقلوبهم، وإذهابا للخيلاء عنهم، ولما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتّراب تواضعا، والتصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا، ولحوق البطون بالمتون من الصّيام تذلّلا، مع ما في الزّكاة من صرف ثمرات الأرض وغير ذلك إلى أهل المسكنة والفقر. انظروا إلى ما في هذه الأفعال من قمع نواجم الفخر، وقدع طوالع الكبر)

ثم ختمت حديثك عن هذه الحقائق العظيمة بالدروس العملية المرتبطة بها، فقلت: (فاللّه اللّه! في عاجل البغي، وآجله وخامة الظّلم، وسوء عاقبة الكبر، فإنّها مصيدة إبليس العظمى، ومكيدته الكبرى، الّتي تساور قلوب الرّجال مساورة السّموم القاتلة، فما تكدي أبدا، ولا تشوي أحدا، لا عالما لعلمه، ولا مقلّا في طمره)

وهكذا حذرت في وصاياك لكميل من الاغترار بظواهر العبادات دون التحقق بحقائقها، فقلت: (يا كميل، لا تغترّ بأقوام يصلّون فيطيلون، ويصومون فيداومون، ويتصدّقون فيحسبون أنهم موفّقون.. يا كميل، أقسم بالله لسمعت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول: (إن الشيطان إذا حمل قوما على الفواحش مثل: الزنا وشرب الخمر والربا، وما أشبه ذلك من الخنا والمآثم، حبّب إليهم العبادة الشديدة، والخشوع والركوع، والخضوع والسجود، ثم حملهم على ولاية الأئمة الذين‌ ﴿يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ويَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ﴾ [القصص: 41])

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست