responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 150

ومن سكت علم سرّه، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه منقلبه. لم ترك العيون فتخبر عنك، بل كنت قبل الواصفين من خلقك. لم تخلق الخلق لوحشة، ولا استعملتهم لمنفعة، ولا يسبقك من طلبت، ولا يفلتك من أخذت، ولا ينقص سلطانك من عصاك، ولا يزيد في ملكك من أطاعك، ولا يردّ أمرك من سخط قضاءك، ولا يستغني عنك من تولّى عن أمرك. كلّ سرّ عندك علانية، وكلّ غيب عندك شهادة، أنت الأبد فلا أمد لك، وأنت المنتهى فلا محيص عنك، وأنت الموعد فلا منجى منك إلّا إليك، بيدك ناصية كلّ دابّة، وإليك مصير كلّ نسمة) ‌[1]

ومنها قولك في وصيتك لابنك الحسن في دلائل التوحيد، والتي تقول فيها له: (واعلم يا بنيّ، أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنّه إله واحد كما وصف نفسه، لا يضادّه في ملكه أحد، ولا يزول أبدا ولم يزل، أوّل قبل الأشياء بلا أوّليّة، وآخر بعد الأشياء بلا نهاية، عظم عن أن تثبت ربوبيّته بإحاطة قلب أو بصر) [2]

ومنها قولك في خطبة أخرى تنزه الله فيها عن ادعاءات المجسمة والحشوية وتبرهن على ذلك بأصناف الأدلة التي لا تجد العقول السليمة إلا أن تستسلم لها: (الحمد للّه الدّالّ على وجوده بخلقه، وبمحدث خلقه على أزليّته، وباشتباههم على أن لا شبه له، لا تستلمه المشاعر، ولا تحجبه السّواتر، لافتراق الصّانع والمصنوع، والحادّ والمحدود، والرّبّ والمربوب. الأحد بلا تأويل عدد، والخالق لا بمعنى حركة ونصب، والسّميع لا بأداة، والبصير لا بتفريق آلة، والشّاهد لا بمماسّة، والبائن لا بتراخي مسافة، والظّاهر لا برؤية، والباطن لا بلطافة. بان من الأشياء بالقهر لها، والقدرة عليها، وبانت الأشياء منه


[1] نهج البلاغة: الخطبة رقم 109.

[2] نهج البلاغة: الكتاب رقم(31)

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست