اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 91
وهكذا
كانت حكمك تحض على الرفق واللين، حيث كنت تردد كل حين: (إنّ الرّفق لا يكون في شيء
إلّا زانه، ولا ينزع من شيء إلّا شانه)[1].. وتقول: (اللّهمّ من
ولي من أمر أمّتي شيئا فشقّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمّتي شيئا فرفق بهم
فارفق به)[2].. وتقول: (إنّ اللّه إذا
أراد بأهل بيت خيرا دلّهم على باب الرّفق)[3].. وتقول: (ألا أخبركم بمن يحرم
على النّار، وبمن تحرم عليه النّار، على كلّ قريب هيّن سهل)[4].. وتقول: (يسّروا ولا تعسّروا
وسكّنوا ولا تنفّروا)[5].. وتقول: (من أعطي حظّه
من الرّفق فقد أعطي حظّه من الخير، ومن حرم حظّه من الرّفق حرم حظّه من الخير)[6].. وتقول: (من يحرم الرّفق يحرم
الخير)[7]
وهكذا
كانت حكمك تحض على الإحسان، وفي كل المجالات، حيث كنت تقول: (إنّ اللّه كتب
الإحسان على كلّ شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدّ
أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)[8]
وهكذا
كانت حكمك ـ سيدي ـ كافية لمن يريد أن يسير على سراطك المستقيم، الذي لم ينحرف ذات
اليمين، ولا ذات الشمال، ذلك السراط الذي ارتضاه الله لعباده،