اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 354
تنفيرا.
فبعضهم ـ سيدي ـ راح يعرض الإسلام كما تعرض الأحزاب السياسية مشاريعها،
ولذلك استعمل كل الحيل، ولجأ إلى كل أنواع التمييع لدينك، حتى يراه الناس بالصورة
التي يرغبون فيها.. ولذلك بدل أن يرفع الخلق إلى دينك، والهداية التي جئت بها، راح
ينزل بدينك إلى مستواهم، ليتحللوا من كل شرائعه وقيمه.. وقد غفل هؤلاء أن دين الله
أعظم من أن يكون حزبا من الأحزاب، أو جمعية من الجمعيات التي تخلط الدين بالدنيا،
والقيم بالأهواء.
وراح آخرون يأخذون من الدين بعض مظاهره البعيدة عن حقائقها، فاعتبروا سنتك
مجرد لحية طويلة، ولباس قصير، ومعهما الكثير من الجفاء والغلظة.
وراح آخرون يصورون الدين بصورة السيف والعنف والإرهاب..
وهكذا راح الكثير يستعملون وسائل منحرفة للدعوة إلى دينك.. بعيدا عن الهدي
الذي جئت به، واتباعا للأهواء التي حذرت منها.
ولو أنهم سيدي تخلوا عن أهوائهم، ولجأوا إليك، وإلى القرآن الكريم الذي لم
يترك شاردة ولا واردة إلا بينها وفسرها.. ولجأوا ـ مثلها ـ إلى سنتك الصحيحة
الموافقة للقرآن.. ولجأوا ـ معهما ـ إلى اعترتك الطاهرة التي حفظت هديك.. لاهتدوا..
ودعوا إلى الله على بصيرة.. ولدخل الناس حينها في دين الله أفواجا.
فأسألك ـ سيدي ـ وأتوسل بك إلى الله.. أن يعصمني من كل تلك التحريفات، وأن
تكون أنت قدوتي في الدعوة إلى الله.. حتى لا أشوه دينك أو أحرف القيم العظيمة التي
جئت بها.. وحتى أكون أهلا لصحبتك ومعيتك، إنك أنت صاحب الوسيلة العظمى، والجاه
العظيم.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 354