responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 353

وكلهم سيدي يذكر أنه نهل من منابعك العذبة، وارتوى من حوضك الشريف، وأنك كفيته وأغنيته وآويته.. وأنه لم يجد السعادة إلا في صحبتك، ولا السلام إلا في اتباع تعاليمك.

وكيف لا تكون كذلك ـ سيدي ـ وأنت الذي لم تدعو إلى الله من تلقاء نفسك، وإنما دعوت إليه بإذنه، ولذلك وصفك الله تعالى، فقال: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) ﴾ [الأحزاب: 45 - 47]

وكيف لا تكون كذلك، وأنت الذي آتاك الله البصيرة، فلم تختلط دعوتك بالأهواء، وإنما كانت عن رؤية خالصة، قال تعالى مخاطبا لك: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]

ولذلك ـ سيدي ـ انتشرت دعوتك بين ملايير البشر، وفي جميع الأجيال، وبين جميع اللغات والأعراق والبلدان.. واحتوتهم جميعا، وشعروا جميعا أنك النبي الذي يمكنهم أن يفهموه ويتبعوه ويحبوه.

لذلك ـ سيدي ـ كنت أنت الهادي البصير.. الذي يقود لواء الدعوة إلى الله.. فلا ينجح داعية إلا إذا استن بسنتك.. ولا يفشل أو يُخذل إلا بابتعاده عنها.

ائذن لي سيدي، أن أشكو إليك بعض ما فعله من يسمون أنفسهم دعاة وهداة من قومي.. فقد راحوا يتركون اتباع سنتك في الهداية إلى الله، تلك التي عبر عنها الله تعالى بقوله: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النحل: 125]، وراحو يستعملون بدلها طرقا كثيرة، خلطوها بأهوائهم.. فزادوا دينك تشويها، وزادوا الخلق

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست