responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 340

الملهم الخبير

سيدي يا رسول الله.. أيها الملهم المسدد.. المعلّم المؤيد.. يا من علمك ربك ورباك، وفهمك ووعاك.. وأعطاك من كل أنواع الإدراك.. فصار الكل تلاميذك، وصرت أنت إمامهم وخبيرهم وقائدهم وحكيمهم.

وكيف لا تكون كذلك ـ سيدي ـ و﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124].. فما كان لمن يتولى ذلك المنصب الرفيع الذي توليته، والذي صرت بسببه الواسطة بين الله وعباده.. إلا أن يكون لك من قوة العلم والإدراك والفهم والحكمة، ما يجعلك مسددا تضع كل الأمور في مواضعها الصحيحة: إما بإرشاد مباشر من الله تعالى وذلك هو الإلهام والوحي.. أو بالصفاء والقدسية، وتلك هي العبقرية والخبرة.

فلذلك كنت ـ سيدي ـ تملك من القدرات الإدراكية ما يفوق بدرجات كثيرة جميع العقول، ولو اجتمعت مع بعضها بعضا؛ فقد كنت تملك قوة الذكاء والذاكرة وحدة الذهن ودقة الملاحظة واستبصار العواقب وغير ذلك مما تحتاج إليه الوظيفة التي أنيطت بك.

بالإضافة إلى ذلك كله، ذلك الصفاء والقدسية التي تجعلك محلا لتنزل إلهامات الله وملائكته، فترى العواقب، والأمور كما هي من غير تشويه ولا تحريف ولا تبديل.

ومن يجادل في امتلاكك لكل تلك القدرات جاهل بقدر النبوة وعظمتها، ذلك أن النبوة تتناقض مع كل ما يخل بأدوات الإدراك، والاستقبال؛ فيستحيل أن يكون النبي أبله أو غبيا أو مغفلا أو غير ذلك من النقائص التي يتبين من خلالها نقص جوهره، وضعف إدراكه.

وكيف يكون ذلك سيدي؟.. وهل يمكن لمن استطاع أن يعاين الملكوت أن يعجز

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست