responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 338

فى شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم)[1]

هذا كلام النضر بن الحارث الذى كان شيطاناً من شياطين قريش، ومثله قال سائر أعدائك كالوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة وغيرهما.

ولم تكن هذه الشهادة خاصة بحياتك ـ سيدي ـ بعد البعثة، بل إنه قبل البعثة اشتهرت باسم الصادق الأمين، وقد ذكر شريكك في التجارة السائب المخزومي كيف كنت تتعامل معه، فقال ـ بعد أن لقيك يوم الفتح ـ:(مرحبا بأخي وشريكي لا تداري ولا تماري)، وقال:(كنت شريكي في الجاهلية فكنت خير شريك لا تداري ولا تماري) [2]

ولما قامت قريش ببناء الكعبة قبل بعثتك تنازعوا في رفع الحجر الأسود إلى مكانه، واتفقوا على تحكيم أول من يدخل عليهم الباب، فكنت أول داخل؛ ففرحوا جميعا، وقالوا: جاء الأمين، جاء محمد.. وقد كانوا يلقبونك بلقب الأمين؛ لما يعلمونه من أمانتك.

وهكذا عندما ذهبت إلى المدينة المنورة، علم أحبار اليهود صدقك، لكن كبرهم حال بينهم وبينك، ولهذا فإن أول من أسلم كان من كبار أحبارهم بشهادتهم، ومنهم عبد الله بن سلام الذي قال: (لما قدم النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم المدينة كنت ممن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فسمعته يقول: (أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)[3]

وهكذا ـ سيدي ـ لا تزال الأيام والتجارب تكشف صدق كلماتك ونصائحك


[1] سيرة ابن هشام (1/ 270)

[2] رواه أحمد.

[3] رواه أحمد والترمذي وغيرهما.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست