اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 336
رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال: ماذا سمعت؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف
الشرف: أطعموا فأطعمنا، حملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تَجاثينا على
الرُّكَب، وكنا كَفَرَسي رِهَان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء! فمتى ندرك
هذه؟ والله لا نؤمن به أبدًا ولا نصدقه، قال: فقام عنه الأخنس وتركه[1].
وروي أنه لما كان يوم بدر قال الأخنس بن شَرِيق لبني زهرة: يا بني زهرة،
إن محمدًا ابن أختكم، فأنتم أحق من كف عنه، فإنه إن كان نبيًا لم تقاتلوه اليوم،
وإن كان كاذبًا كنتم أحق من كف عن ابن أخته قفوا هاهنا حتى ألقى أبا الحكم، فإن
غُلِبَ محمد رجعتم سالمين، وإن غَلَب محمد فإن قومكم لم يصنعوا بكم شيئا.. فخلا
الأخنس بأبي جهل فقال: يا أبا الحكم، أخبرني عن محمد: أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس
هاهنا من قريش غيري وغيرك يسمع كلامنا؛ فقال أبو جهل: ويحك! والله إن محمدًا
لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهبت بنو قُصيّ باللواء والسقاية والحجاب
والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟)[2]
وحدث آخر قال: إن أول يوم عرفت فيه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أني كنت أمشي أنا وأبو جهل
في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لأبي جهل: يا أبا الحكم
هلمَّ إلى الله ورسوله، أدعوك إلى الله. فقال أبو جهل: يا محمد هل أنت منتهٍ عن
سبَ آلهتنا؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلَّغت؟ فنحن نشهد أن قد بلَّغت، فوالله
لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك، فانصرف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وأقبل عليَّ فقال: والله
إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء: أن بني قصي قالوا: فينا الحجابة، قلنا:
نعم،