responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33

كل ألوان الشك، ووساوسه إن كانوا صادقين في طلبهم.

وكيف لا تزول وساوسهم، وهم يرونك أول من يسارع لتطبيق أحكام ربه.. فإن صام الناس وجاعوا وعطشوا.. لم تكتف أنت بذلك، وإنما تواصل صومك بعد أن يفطروا.. وجوعك بعد أن يأكلوا.

وإن انصرف الناس إلى بيوتهم ليرتاحوا انصرفت أنت إلى ربك تناجيه وتعبده، وتمكث أكثر الليل في صحبته، حتى تورمت قدماك من كثرة القيام، وأشفق عليك أصحابك من طول سهرك في عبادة ربك.

وقد حدث ابن مسعود قال: صليت مع النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ليلة، فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء! قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه[1].

وحدث حذيفة قال: صليت مع النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المئة، ثم مضى. فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا: إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: (سبحان ربي العظيم) فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: (سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد) ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: (سبحان ربي الأعلى) فكان سجوده قريبا من قيامه [2].

وهكذا كنت في كل المواطن.. أحسن ممثل للحقائق القرآنية التي لا يمكن لأحد أن يتناولها من دونك، أو يزعم أنه يمكن أن يظفر بها من غير أن يمر على بابك.. فأنت باب القرآن.. وأنت الممثل لحقائقه..


[1] البخاري 2/ 64 (1135)، ومسلم 2/ 186 (773) (204)

[2] رواه مسلم 2/ 186 (772) (203)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست