responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30

نعتذر إليك ـ يا سيدي يا رسول الله ـ من هؤلاء الذين حذرتنا منهم، وأعلمتنا بأنهم سيشوهونك، ويشوهون الهدي العظيم الذي جئت به، فقلت: (سيخرج قوم في آخر الزمان، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرؤون القرآن، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)[1]

لكن قومي لم يبالوا بتحذيرك.. بل راحوا يسمونهم أهل سنة، وأهل حديث، وأنهم السنة تمشي.. وأنه لولاهم لضاع هديك..

ولو أنهم فتحوا أعينهم على غلظتهم وقسوتهم وجفائهم وألسنتهم البذيئة وقلوبهم المملوءة بالأحقاد، لعرفوا أنه يستحيل أن تجتمع سنتك مع القسوة.. وعرفوا أن معرفتك وحبك يملآن القلوب بالرأفة والرحمة.. وأنه يستحيل أن يحل في قلب مليء بالأحقاد معرفتك وحبك..

فمعرفتك وحبك ـ سيدي ـ لا تتنزل إلا على القلوب الطاهرة الممتلئة بكل المعاني السامية.. أما من عداها، فادعاؤها للحب والمعرفة، كادعاء المجرمين والمختلسين واللصوص للشرف والنبل والكرم.


[1] رواه البخاري (3611) ومسلم (1066) وأبو داود (4767) والنسائي (7/ 119)..

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست