اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 295
أن تسلت القصعة. قال: فإنكم لا تدرون في
أي طعامكم البركة)[1]
هذه ـ سيدي ـ بعض مشاهد تواضعك، ولا يمكن معرفة قيمتها إلا
لمن عرف ما آتاك الله من فضله ومقاماته الرفيعة التي لا يمكن لغيرك أن يعرفها، أو
يدركها، أو يصل إليها..
ولا يمكن معرفة قيمتها إلا لمن عرف ما آتاك الله من عزة
الإيمان، وإباء المقاومة؛ فلم تكن ـ سيدي ـ كأولئك المتواضعين الذين يستسلمون لكل
شيء.. بل كنت متواضعا للمؤمنين، تخفض جناح الذل والرحمة لهم، في نفس الوقت الذي
كنت فيه شديدا أبيا على كل من يريد أن يساومك على دينك، أو على الحقائق التي جئت
بها.
فأسألك ـ سيدي ـ وأتوسل بك إلى الله أن يجعلني من أولئك
الذين وصفهم، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ
بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ
لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
(54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ
يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ
الْغَالِبُونَ ﴾
[المائدة: 54 - 56]
أولئك الذين لم يرتضوا أن ينتموا لأي حزب غير حزب الله..
ولم يرتضوا قائدا غيرك.. ولا وليا غير ذلك الذي أمرت بموالاته.. ذلك الذي يجمع بين
الذلة للمؤمنين والعزة على الكافرين.