اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 293
قال: ظهرا)
وحدث البراء قال: رأيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى وارى التراب
بياض بطنه، وكان كثيف الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات لابن رواحة:
وكنت ـ سيدي ـ في ذلك الموقف الشديد الذي
وصفه الله تعالى بقوله: ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ
أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ
الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ
الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾ [الأحزاب: 10، 11]، تدعو لهم، وتشجعهم بكل ما أطقت أن تشجعهم به، وقد حدث
سهل بن سعد قال: جاءنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ونحن نحفر في الخندق، وننقل التراب على أكتادنا في غداة باردة، ولم يكن لهم عبيد
يعملون ذلك، فلما رأى ما هم فيه من النصب والجوع قال:(اللهم لا عيش إلا عيش
الآخرة، فاغفر للانصار والمهاجرة)، فقالوا مجيبين له:
نحن
الذين بايعوا محمدا
على
الجهاد ما بقينا أبدا
ولم تكن تكتفي بكل ذلك ـ سيدي ـ.. لم تكن تكتفي بمجرد المشاركة والمواساة
والخلطة المجردة.. بل كنت فوق ذلك كله، ومع ذلك كله، تبادر لأي خدمة سواء شوركت
فيها أم لم تشارك، وسواء كانت في بيتك أو خارجه، لا تسأل على ذلك أجرا ولا شكرا.