اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 268
ما عندي يا رسول الله إلا شئ
من خل، فقال: (هلميه)، فلما جاءت صبه على طعامه، وأكل، ثم حمد الله تعالى، ثم قال:
(نعم الأدم الخل يا أم هانئ لا يفتقر بيت فيه خل) [1]
وحدثت أم سعد قالت: دخل رسول
الله a على عائشة وأنا عندها، فقال: هل من غداء؟ قالت: عندنا خبز
وتمر وخل، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(نعم الإدام الخل.. اللهم
بارك في الخل، فإنه كان إدام الأنبياء قبلي، ولم يفتقر بيت فيه خل) [2]
هذه ـ سيدي ـ بعض الشهادات
الدالة على الحياة التي كنت تعيشها، ولا يمكن فهمها، ولا تقدير قيمتها إلا عند
جمعها مع خصالك جميعا.. تلك الخصال الممتلئة بالقوة والإيجابية والفاعلية
والتأثير.. فلم تكن كأولئك الزهاد المنطوين على أنفسهم، المنشغلين بحالهم، بل كنت
تحمل هم الأمة جميعا، بل البشرية جميعا.. لا تلك التي عاصرتها فقط، بل في كل
العصور.
فأسألك ـ يا سيدي يا رسول
الله ـ وأتوسل بك إلى ربي أن يخرج حب الدنيا من قلبي، وأن يجعلني أعيش تلك العوالم
الجميلة التي كنت تعيشها، والتي لا تساوي أمامها الدنيا بكل زخارفها شيئا.
وأسألك ـ سيدي ـ أن أكون من
أولئك الذين وفوا لك بعهودهم؛ فلم تغرهم زينة الحياة الدنيا، ولم يتثاقلوا
لأهوائهم، ولم يبتغوا عن صحبتك بديلا، حتى ألقاك وأنت راض عني، إنك أنت صاحب
الوسيلة العظمى، والجاه العظيم.