responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215

وأمسك عن أصحابه ولم يكلمه أحد منهم)[1]

وهذه الطاقة العظيمة التي آتاك الله جعلتك ترى الحقائق رأي العين، فكنت تصفها عن عيان لا عن تأمل أو تدبر أو تفكير.. وفرق كبير بين من يرى الحقائق، وبين من يبحث عنها بعقله الذي قد يختلط معه الوهم والوساوس.. وهذا هو الفرق بين علمك وعلوم الفلاسفة التي تلقوها بالتأمل، لا بالعيان.

وقد وردت الروايات الكثيرة المتواترة تخبر عن ذلك، وتخبر معها عن توسمك واستبصارك ورؤيتك للحقائق رأي العين، وكأنها جسد أمامك تراه ولا يرونه..

ومن تلك الروايات ما يذكر رؤيتك للملائكة وكثرتهم، وقد قلت في ذلك ـ مخاطبا أصحابك ـ: (هل تسمعون ما أسمع؟)، فقالوا: ما نسمع من شيء، فقلت: (إني لأسمع أطيط السّماء، وما تلام أن تئطّ، ما فيها موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم أو ملك راكع) [2]

وقلت لهم: (أطّت السّماء وحقّ لها أن تئطّ ما فيها موضع أربع أصابع إلّا وعليه ملك واضع جبهته ساجدا لله، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذّذتم بالنّساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصّعدات تجأرون إلى الله)

ومنها رؤيتك للفتن، وأنواعها، وكيفية تسللها لحياة الناس، وقد حدث بعض أصحابك عنك في ذلك فقال: أشرف رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم على أطم من آطام المدينة، فقال: (هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع المطر)[3]


[1] رواه أبو داود الطيالسي.

[2] رواه ابن أبي حاتم والطبراني والضياء في «المختارة» وأبو الشيخ

[3] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست