responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 194

مهبط البركات

سيدي يا رسول الله.. أيها العبد المبارك الذي جعله الله ربيعا للحياة؛ فحيث ما حل أزهرت وأينعت وأثمرت.. فلا يسكن قلبا إلا سكن معه السرور، وملأت جوانحه السعادة.. ولا يسكن عقلا إلا طردت عنه الأوهام والوساوس والشبهات.. ولا تتبنى اسمه دولة إلا انتصرت على أعدائها، وتطورت في كل المجالات..

وكيف لا تكون كذلك سيدي، وأنت القريب من الله.. فلا يقترب منك أحد إلا اقترب من فضل الله، ونال من بركاته.. ولا يبتعد عنك إلا ونزل عليه الشؤم، وامتلأت حياته بالتعاسة والظلمات.. وكيف ينال النور من ابتعد عن سراجه المنير؟

لا أزال أذكر سيدي حليمة السعدية.. تلك التي جاءت مكة، وأنت صبي صغير لا تزال في حجر أمك، فقد ذكرت أنها خرجت من بلدها مع زوجها، وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد، وذلك في سنة شهباء، لم تبق لهم شيئا.. لكنها فوجئت بالسعد يطل عليها بمجرد حملها لك، وأخذك معها إلى بلادها، وقد عبرت عن ذلك بقولها: (فلما أخذته رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روي وشرب معه أخوه حتى روي، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك.. وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا إنها لحافل فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة، فقال صاحبي حين أصبحنا: تعلمي والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة، فقلت: والله إني لأرجو ذلك)[1]

ثم ذكرت عجبها وعجب الناس مما حصل لهم عند العودة، فقالت: (ثم خرجنا


[1] سيرة ابن إسحاق، (ص: 49)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست