اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 129
النبي المعصوم
سيدي
يا رسول الله.. أيها النبي المعصوم الذي عصم الله جسده من أن يتسلط عليه أعداؤه..
وعصم نفسه من أن تتسلط عليها الوساوس.. وعصم روحه من أن تتسلط عليها الأهواء..
وعصم حقيقته من أن ينطفئ نورها، أو يخبو سراجها.
لقد
أذن الله لك ـ سيدي ـ بكل هذه الأنواع من العصمة رحمة بعباده، حتى تكون علم هداية
يهتدون بك.. وسراج إنارة يطفئون بك الظلمات..
وهو
لم يأذن لذلك، إبعادا لك عن التكليف، وإلا لم تكن قدوة لخلقه.. وإنما فعل ذلك
لعلمه بك، وبطهارة نفسك، وسمو روحك، وكرم معدنك..
فعصمتك
ـ سيدي ـ موهبة وكسب.. ولم تكن موهبة إلا بعد أن كانت كسبا.. فقد كلفك الله كما
كلف خلقه جميعا، واختبرك كما اختبرهم، وعندما نجحت في كل أنواع البلاء التي ابتليت
بها، أنزل عليك سرابيل عصمته وحفظه.. فصرت كتلك الشمس التي لا تحجبها الغيوم..
وكتلك الأنوار التي لا تطفئها الظلمات.
ما
عساي سيدي أقول في عصمتك.. وحياتك كلها ممتلئة بالتقوى والطهارة والصلاح من صغرك
الباكر.. إلى أن توفاك الله تعالى، ونفسك أطهر من ماء المزن، وقلبك أبيض من الثلج،
وأخلاقك أرق من النسيم العليل.
لكني
سيدي ممتلئ هما وحزنا من تلك الحروب التي شنها أعداؤك من المدلسين والمشوهين
والمحرفين والناكثين والقاسطين عليك.. حيث راحوا يدسون في الأحاديث المروية عنك،
ما يشوه جمال عصمتك، وعظمة طهارتك.
وكأنهم
ـ سيدي ـ لم يقرؤوا كل ما ورد من شهادات التزكية الإلهية في حقك.. فقد
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 129