responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 116

العقبة تنتظر الناس[1].

وهكذا باءت كل محاولاتهم بالفشل إلى أن أذن الله لبعض كيدهم أن يصل إليك، لا لينهي الدور الذي كلفت به، فتموت قبل أن تكمل رسالة ربك، وإنما ليختم لك بالشهادة التي كنت تتمنى أن يختم لك بها..

فقد روي أن امرأة يهودية أتت إليك بشاة مسمومة، فأكلت منها، فجيء بها إليك، فسألتها عن ذلك، فقالت: أردت قتلك، فقلت لها: (ما كان الله ليسلطك على ذاك)[2]

وبالفعل لم يسلطها الله على ذلك، فقد كان ذلك السم شديدا، ويقتل من تناوله في نفس اللحظة التي يتناوله فيها.. لكن الله شاء ألا يفعل ذلك بك في تلك اللحظة التي لم تكتمل فيها دعوتك..

وعندما اكتملت دعوتك، وأذن لأجلك أن ينتهي، بعد أن علم الله شوقك الشديد للقائه.. أذن لذلك السم أن يعاود مفعوله من جديد، ليختم لك بالشهادة، كما أشرت إلى ذلك بقولك: (ما أزال أجد ألم الطعام الذى أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم)[3]

هذه بعض مظاهر حفظ الله لك مما حفظه لنا المؤرخون.. ولا يمكننا ـ سيدي ـ أن نحيط بها جميعا.. فقد كانت حياتك كلها في كنف الله.. وكان جميع شياطين الإنس


[1] روى الحادثة أحمد عن أبي الطّفيل، والبيهقي عن حذيفة، وابن سعد عن جبير بن مطعم وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك والبيهقي عن عروة، والبيهقي عن ابن إسحاق، وغيرهم، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (5/ 466)

[2] رواه البخاري ( 2474 ) ومسلم ( 2190 )

[3] رواه البخاري ( 4165 )

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست