responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98

تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد.

وسمعتك تذكر حنانك ولطفك على كل عبادك، البار منهم، والفاجر، فتقول: أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي، وأهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين، وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب.. من آثرني على سواي آثرته على سواه، الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عندي بواحدة، فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها له.. أشكر اليسير من العمل وأغفر الكثير من الزلل.. رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق مؤاخذتي وعفوي سبق عقوبتي، أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها..

وقد سمعتك في كلماتك المقدسة التي أنزلتها على خاتم رسلك، تقول ـ مخاطبا عبادك ـ بكل لطف، وأنت الإله العظيم الغني عنهم، وعن كل شيء: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]

إلهي ما أعظم حيائي منك، وأنا أسمع منك هذه الكلمات المليئة باللطف والرحمة والحنان، وأنت الإله العظيم الذي يملك كل شيء، وقد قلت في كتابك الكريم: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر: 50]

ومع ذلك ـ رب ـ تصبر على عبادك، وتمهلهم، وتعطيهم الفرص الكثيرة، بل تأمر أنبياءك وأولياءك والمصطفين من عبادك أن يتعاملوا معهم بكل لطف وحنان، فقد أرسلت كليمك موسى إلى فرعون، ذلك العتل الغليظ الذي قال: { أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24]، لتأمره بأن يقول له: {قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست