responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 97

العفو الغفور

إلهي.. أيها العفو الغفور.. الحليم الصبور.. الذي يعطي لعباده الفرصة تلو الفرصة، ليرجعوا إليه، ويصححوا أخطاءهم، فإذا فعلوا ذلك أقبل عليهم، ومسح عنهم كل سيئاتهم، وطهرهم منها، وكأن شيئا لم يحصل منهم.

لقد سمعتك في كلماتك المقدسة تخاطب عبدك المذنب، وتقول له بكل حنان ورحمة[1]: عبدي.. متى جئتني قبلتك.. إن أتيتني ليلا قبلتك.. وإن أتيتني نهارا قبلتك.. إن تقربت مني شبرا تقربت منك ذراعا.. وإن تقربت مني ذراعا تقربت منك باعا.. وإن مشيت إلى هرولت إليك.. لا تحجبك الخطايا عني، فلو لقيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا أتيتك بقرابها مغفرة.. ولو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك..

وسمعتك تقول ـ واصفا حال عبادك وإعراضهم مع كل ذلك الفضل والحنان الذي تبديه لهم ـ: هل هناك من هو أعظم مني جودا وكرما.. عبادي يبارزونني بالعظائم، وأنا أكلؤهم على فرشهم..

وسمعتك تصف الجاحدين من عبادك الذين لا يرضيهم شيء، فتقول: إني والجن والإنس في نبإ عظيم: أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلى صاعد، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي.. من أقبل إلي تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني ناديته من قريب، ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد، ومن أراد رضاي أردت ما يريد، ومن


[1] وردت هذه العبارات في أحاديث قدسية متفرقة.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست