responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80

الدال والدليل

إلهي يا من دل كل شيء عليك.. وكنت الدليل على كل شيء.. فلا يحجب عنك إلا من طُبع على قلبه، وغُشي على بصره وبصيرته.

لقد سألت كل شيء عنك، وعن دليله عليك، فأخبرني أنك أنت الدليل على الأشياء.. لأنها لولاك لم تكن.. ولذلك كان وجودك مقدمة لوجودها.. وحضورك الدائم بذرة لحضورها.. ولطفك العظيم ورحمانيتك السابغة عنوانا لظهورها.

عميت عين لا تراك، وأنت حاضر في كل شيء.. وخسرت صفقة عبد يشك في وجودك، وقد دل عليك كل شيء، بل أنت الدليل على كل شيء.

ولو أن هؤلاء نظروا إلى الضعف والقصور والعجز المرسوم في صفحات الأشياء، لعرفوا أن ذلك أكبر دليل عليك.. فلا يخرج الضعيف عن ضعفه إلا القوي، ولا يخرج المريض عن مرضه إلا الطبيب.. ولذلك كان مجرد بدو الضعيف قويا دليلا على وجود القوي.. ومجرد تحول المريض سليما دليلا على وجود الطبيب.

يا رب.. لو أنهم طبقوا هذه المعايير الموجودة في عقولهم، والتي يزعمون من خلالها أنهم عقلاء وفلاسفة ومفكرون وعلماء.. ثم يتباهون بذلك، ويتفاخرون به.. لو طبقوها على الأشياء لدلتهم كلها عليك، ولعرفوا أنك أنت الحقيقة العظمى التي سبقت وجود كل شيء.. ولولاها لما وجد شيء.

وهل يمكن أن يتشكل القصر العظيم من غير أن يكون هناك مهندسون يخططون لبنائه، وعمال يقومون بالبناء.. ويكون معهم الكثير من الرمل والإسمنت وكل أدوات

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست