responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15

كل هؤلاء يا رب تمرغوا في أوحال الذلة.. لأنهم لم يعرفوك، ولم يتصلوا بك، ولم يعيروك أي اهتمام.. بل توهموا أن أولئك الذين استعزوا بهم أعظم منك شأنا.. لكنهم اكتشفوا في الأخير أنك أنت وحدك العزيز، وأنه لا عزة إلا لمن صحبك، ولجأ لجوارك، وتواصل معك، وعاش في كنفك.

لقد أدرك سحرة فرعون ذلك.. فعندما دخلوا على فرعون كانوا فرحين مستبشرين يرددون {بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: 44]، لكن موسى الذي لم تكن عزته إلا بك، كان ينظر إليهم حزينا، وهو يرى تعلقهم بقشة لا تغنيهم شيئا..

وسرعان ما رمى عصاه، لتلتهم كل ما أعدوه، وليعلموا حينها أن العزة لله وحده، وأن فرعون لا يساوي شيئا أمام تلك العصا الخشبية التي كانت في يد نبيك موسى.

وهكذا فعل إبراهيم الذي لم يبال بكل تلك النيران التي أعدت له.. ولا بذلك النمروذ الذي صب عليه جام غضبه.. ولا بأولئك الخلائق الذي التفوا حوله ليشموا روائح جسده، وهو يشوى..

كان إبراهيم حينها مشغولا عنهم بك.. بل كان في غاية السرور، لأنه سيقدم جسده قربانا لعظمتك وجلالك.. ولذلك لم يشعر بأي ذلة، بل كان في قمة عزته وكرامته..

وقد شئت يا رب أن تريهم بعض مظاهر عزتك، فحولت النار بردا وسلاما.. ليقف الجميع مبهوتين.. وليعلموا ذلة من اعتزوا بهم، وهوان من ركنوا إليهم.

يا رب.. أسألك وأنت العزيز الكريم.. ألا تجعلني أركن إلى شيء غيرك.. فأنت

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست