responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14

العزة المقدسة

إلهي.. أيها العزيز الكريم الذي لا يعز إلا من لاذ به، وسكن إليه، وارتمى في بحار عبوديته..

ذل من طلب غيرك، وانتكس من ركن إلى سواك.. فلا عزيز غيرك، ولا عزيز إلا من أعززته.

لقد رأيت من الخلائق من اعتز بماله وغناه، لكنه ما إن نعم به أياما، حتى أذله دهورا وأعواما.. ثم تركه أحوج ما يكون إليه.

ورأيت من اعتز بجاهه وسمعته.. لكن الأيام أغارت عليهما؛ فتحول من العزة إلى الذلة، ومن الشهرة إلى الخمول، ثم سرعان ما نسيه الخلائق، ولم تبق إلا جرائمه تجرعه كل صنوف الهوان.

ورأيت من اعتز بصحبة السلاطين والملوك والأمراء.. لكنهم لم يذيقوه إلا كل ألوان الهوان، ثم تركوه أحوج ما يكون إليهم.

ورأيت من اعتز بعلمه.. فلم ينفعه علمه، لأنه لم يكن لك، ولا بك، ولا لأجلك وإنما كان لمباهاة العلماء، ومماراة السّفهاء، والافتخار به في المجالس والمنتديات والمؤتمرات وعلى شاشات القنوات.

ورأيت من اعتز بنسبه، فلم ينفعه نسبه، لأن من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، وكان أول من تبرأ منه أولئك الذين ادعى نسبته إليهم.

ورأيت من اعتز بحسبه.. فلم ينفعه حسبه.. بل كل من اعتز بهم أذاقوه من ألوان الهوان، ما زاده ارتكاسا وسقوطا.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست