responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147

الآمر الناهي

إلهي.. أيها الآمر الناهي الذي كلم عباده من غير حروف ولا أصوات.. ولا أدوات أو آلات.. ليبلغهم حقائق الوجود.. ويعرفهم بنفسه وبأنفسهم.. ويدلهم عليه وعليهم.. نصحا لهم وشفقة بهم، حتى يرتقوا من ذلك العالم البسيط الذي ولدوا عليه إلى عوالم الكمال المعدة لهم.

يا رب.. قد تأملت في كلماتك المقدسة التي تأمرنا فيها وتنهانا.. وتوصينا فيها وتعظنا.. فرأيت من جميل لطفك، وحسن بيانك، وفضل رحمتك ما زادني لك تعظيما، وزادني على شريعتك حرصا.

فأنت لم تأمرنا إلا بما يصلحنا، ويرفعنا، ويقدس أرواحنا لتصبح أهلا لمنازل السعادة التي وفرتها لنا.

وأنت لم تنهنا يا رب لتحرمنا من بعض المتاع الزائل، وإنما نهيتنا لتربينا وتؤدبنا وتصلح نفوسنا، لتصبح لائقة بدار الطيبين، تلك الدار التي لا يدخلها من في نفسه ذرة خبث.

يا رب.. لقد قارنت بين كلماتك المقدسة التي تأمرنا فيها وتنهانا بكل ما قالته البشرية فلاسفتها وحكماؤها ومفكروها وسياسيوها.. فوجدت الكل يراعي في أوامره ونواهيه حاجات دون حاجات.. ومطالب دون مطالب.. فيصلح أشياء، ويفسد أخرى.. ورأيت أوامرك ونواهيك وحدها من يصلح كل شيء، ولكل شيء.. ولكل الأزمان والبيئات.. ولكل الأحوال والأشخاص.

وكيف لا تكون كذلك.. وأنت الرب الخبير بعباده .. العليم بما ينفعهم وما

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست