responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133

الحقائق من دونك، فهو أجهل من الجهل.. لأنه لا حقيقة لشيء من دونك.. فكل الحسيات والمجردات.. وكل الملك والملكوت.. ملك لك.. أنت أوله وآخره.. ولولاك لم يكن شيئا مذكورا.

فكيف يجري عليك الزمان يا رب.. وأنت الذي خلقت الزمان.. وما الزمان إلا عبد من عبيدك سلطته على عبادك ليعرفوك، ويعظموك، وينزهوك، ويعرفوا الفرق بينهم وبينك.. فلا يمكن أن ينزهك أو يقدسك من يضعك في مقاييس العقول، وأوهام الخيال.

يا رب.. جهل من حدك بحدود الزمان والمكان والأوهام.. أو علم أن هناك من يشبهك.. أو أنك يمكن أن تشبه أحدا.. فأنت العظيم الأعظم.. القدوس الأكمل.. الذي لا حدود لقداسته ولا لكماله.

يا رب.. وكما تنزهت عن الزمان.. فنزهنا عنه.. واجعل بصائرنا تعيش في بحار الأزلية، غير مقيدة بالأوقات.. لتسجد قلوبنا لك سجدة أبدية لا تقوم بعدها أبدا.

يا رب.. أنت الذي نزهت أنبياءك وأولياءك عن تلك القيود.. فهامت أرواحهم في بحار أزليتك وأبديتك، وتخلصوا من كل تلك القيود التي تحول بينهم وبين الغرق في بحار الجمال المطلق، والكمال المطلق.

يا رب.. فكما نزهتهم فنزهنا.. وكما قدست أرواحهم فقدس أرواحنا.. فأنت تعلم أنه وإن قصرت خطانا عن بلوغ خطاهم إلا أن قلوبنا ممتلئة بمحبتهم وتقديسهم وتعظيمهم كما أمرتنا..

يا رب.. وكما خلقت الزمان لنا قيودا.. فقد خلقته لنا نعمة.. وقد قلت في كلماتك المقدسة تشير إلى ذلك: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست