responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132

الأول والآخر

إلهي.. أيها الأول والآخر..

أنت يا رب.. من يجثو الزمان بين يديك كما يجثو المكان وكل شيء عبدا خاضعا ذليلا، لا يملك من أمره شيئا.

يا من سبق الكل، ولولاه لم يكن شيء.. ومن لم يعرفه لم يعرف أي شيء.. فكل شيء ـ يا رب ـ مرتبط بك ابتداء وانتهاء.. أولا وآخرا.. أنت الذي تمده بالوجود.. ولولاك لم يكن موجودا.. وأنت الذي تمده بالبقاء.. ولولاك لالتهمه العدم، واحتوته الظلمات.. فعميت تلك العين التي ترى الأشياء، ثم لا تراك معها وقبلها وبعدها.

أنت يا رب ـ بأوليتك وآخريتك ـ سر كل الأشياء.. فلا يمكن معرفتها من دونك.. وهل يمكن أن نعرف طريقا من غير أن نعرف بدايته أو نهايته؟

أنت يا رب سر تلك اللمسات الجمالية المودعة في كل جميل.. فأنت الذي هيأت لها ذلك الجمال.. وأنت الذي وفرته لها.. وأنت الذي مسحتها به.. بل إن ذلك الجمال يا رب ما هو إلا قطرة من بحار جمالك التي تبدت للكائنات ليروك من خلال مرائي الأشياء.. فأنت يا رب أول الجمال.. وملك الجمال.. وآخر الجمال.. ولولاك لم نعرف الجمال.. ولم نسبح بحمده.

يا رب.. وأنت سر ذلك اللطف المودع في الأكوان.. فأنت أول اللطف وآخره.. وبك استقر.. ومن دونك لم يكن لطف.. ومن دونك كان كل شيء غليظا قاسيا متحجرا ممتلئا بالكثافة والعتامة والظلمات.

يا رب.. وأنت سر كل الحقائق، بك تبدأ، وإليك تنتهي.. ومن زعم أنه عرف

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست