responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 130

الجاحدون.

يا رب.. وإن توفيتنا في الآجال التي حددتها لنا، وبعد أدائنا لكل ما كلفتنا به من تكاليف، فانقلنا بجودك العظيم من الدنيا مباشرة إلى فيض فضلك وجودك وجنانك الواسعة التي نقلت إليها أولياءك؛ فلم يذوقوا من الآلام، ولم يروا من الهوان ما رآه العصاة الغافلون المستكبرون.

يا رب.. أنت الواسع الذي لا يضيق بفضلك شيء.. وأنت الكريم الذي يتسع جودك لكل السائلين.. وأنا عبدك الذي يبسط إليك يديه بكل أنواع السؤال من غير أن يعتريه ذلك الحياء أو تلك الهيبة التي تصيبه عند سؤال غيرك..

وكيف تصيبني الهيبة أو الحياء، وأنا أقصدك يا رب.. وأنت الجواد الأعظم، والصمد المطلق الذي لا يرد من تضرع إليه، ولا يصد من استغاث به.

يا رب.. وكما حركت قلبي ولساني لسؤالك.. فعلمني الأدب معك حتى لا يجرني البسط والأنس الذي وفرته لي إلى عدم توقيرك وتبجيلك وتقديسك.

فأنت تعلم يا رب.. أن سؤالي لك ولو في أبسط الشؤون نابع من تعظيمي لحضرتك، وتبجيلي لذاتك، واعتقادي في أسمائك الحسنى، وصفاتك العليا.. فأنا أعلم أن كل شيء منك وبك ولك.. ولذلك أرى المغبون من يمد يده إلى غيرك، وهل هناك أكرم منك حتى تمد الأيادي له؟

يا رب.. أيها الصمد الودود الذي يعطينا من فضله بمحبة ورحمة وحنان، فلذلك لا يضيق بمن أعطاهم، بل يضيف إلى عطائهم الحسي عطاءه المعنوي، وينقلهم من أنفسهم إليه، ومن الحاجات التي طلبوها منه إلى أعظم نعمة في الوجود، وهي نعمة القرب منه والأنس به والمحبة له.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست