responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11

وبالصور عن مصورها، وبالكون عن مكونه.

فأسألك يا رب كما دللتني عليك بالمظاهر التي أظهرتها ألا تحجبني بها عنك، فإن أكثر الناس راحوا يتأملون فيها وفي جمالها، وبدل أن يرحلوا منها إليك، سجنوا أنفسهم في سجونها، ونسوك، فتحولت لهم إلى صورتها الحقيقية التي خلت عنك، وملأتهم عذابا.

يا رب.. لقد علمت أنه لا جمال لشيء من دونك.. فأنت المصور البديع الذي بيده كل الألوان، فلا وجود للألوان من دونك..

وقد علمت أنه لا رحمة لشيء من دونك.. فأنت الرحمن الرحيم.. وما نراه من رحمة ولطف وعناية ليست سوى قطرات من محيطات رحمانيتك التي لا حدود لها.

وقد علمت أنه لا سعادة من دونك، فأنت الذي تملأ القلوب بالفرح الحقيقي الذي لا يزول، وكيف يزول ومصدره منك، وأنت الحي الذي لا يموت؟

وقد علمت أنه لا كمال من دونك.. وكيف يحصل الكمال لمن تعلق بالناقصين، وسجن في سجون القاصرين، ولم يرتق في سلم العارفين؟

وقد علمت أنه لا وجود من دونك.. فأنت صاحب الوجود المطلق، وكل ما نراه من موجودات فيوضات من بحر جودك ووجودك.

يا رب.. فأعوذ بك أن يأسرني الوجود التبعي عن الوجود الأصلي..

وأعوذ بك أن أسجن في سجون الظلال التي تريد أن تملأ حياتي بالوهم.

وأعوذ بك أن أبحث في السراب عن الماء.. فلا وجود للماء من دونك.. ولا يرتوي العطشان قبل أن يلقاك.

يا رب.. اجعلني أتنقل في الآثار بصحبة الاعتبار.. حتى لا أسجن في سجونها..

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست